مدير إدارة المسئولية المجتمعية لمجموعة عبد اللطيف العيسى القابضة.

الفكرة:

انطلق المشروع من الصعوبات التي واجهت منشآت القطاع الخاص في تحقيق التوطين والتمشي مع متطلبات برنامج نطاقات الذي فرضته وزارة العمل.

ولعدم توفر قوى عمل في مجالات عمل قطاعات عدة مثل قطاع المقاولات ولدت فكرة استثمار هذه الفرص لصالح تنمية القرى والأرياف بتوفير فرص عمل لهم في نفس العمل الإنتاجي الذي يقومون به بما يكثف من الإنتاج ويحقق التنمية المتوازنة ويوقف الهجرة نحو المدن ويحارب البطالة في الريف بإمكانات القطاع الخاص في مبادرة التوطين بالتنمية من بوابة المسئولية المجتمعية للقطاع الخاص.

تم عرض الفكرة على معالي وزير العمل فأيدها ووجه بتجريبها.

شجرة البان (اليُسر) Moringapergrina:

تعدها منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة شجرة لدعم الحياة وتتخذ زراعتها وسيلة لمحاربة الفقر لأن كافة مكوناتها من الأوراق والجذور واللحاء والصمغ والبذور تعتبر مدخلات لمنتجات صناعية هامة مثل الأدوية ووسائل التجميل والأعلاف والأسمدة الطبيعية والزيوت والأعلاف.

وما يهمنا هنا أن 54% من وزن البذور التي تنتجها الشجرة هو زيت نقي صالح للاستخدام في الطعام، وله خصائص علاجية بالإضافات إلى الدخول في إنتاج المراهم والشامبوهات والصابون.

تنمو الشجرة عشوائياً بمحافظة العلا وجبال السروات.

لدى مواطني المنطقة ثقافة متوارثة من القدم في استخلاص الزيت من بذور شجرة البان بوسائل تقليدية واستخدامه في الطعام والدهن والتجميل والعلاج.

مراحل المشروع:

تم عقد اتفاقية بين شركة هاشم للمقاولات والتجارة المحدودة ومجلس المسئولية المجتمعية ووزارة العمل لتنفيذ تجربة التوظيف الصيفي التكاملي (تكاتف) بنقل فرص التوظيف الصيفي من المدن إلى القرى والأرياف كبوتقة تجريب.

قامت الشركة بدعوة عشر شركات أخرى للمشاركة في التجربة بتنفيذ خمس مشروعات تثقيفية من بينها تثقيف طلاب قرى جيدة بمحافظة العلا بفوائد شجرة البان ونقل الخبرات المتوارثة للجيل الجديد من الطلاب.

عقدت دورة تدريبية لعدد 34 طالبة و29 طالبة تم فيها تدريب الطلاب على طرق زراعة الشجرة والتعرف عليها وقطف ثمارها من الطبيعة.

وتدريب الطالبات بواسطة خبيرات من كبيرات السن بالقرية على الوسائل التقليدية لاستخلاص الزيت من ثمرة شجرة البان واستخداماته.

نتائج المشروع:

أفرزت التجربة قبولاً عاما لدى الشباب من الجنسين والمواطنين عامة للعمل في إعادة توطين شجرة البان واستثمار منتجاتها.

عرضت مبادرة التوطين بالتنمية على معالي وزير العمل الذي وافق على تجريبها.

تعاقدت شركة هاشم للمقاولات والتجارة مع الجمعية الخيرية بقرى جيدة على إدارة مشروع لاستزراع شجرة البان والاستفادة من منتجاتها لصالح المواطنين وتشغيلهم مقابل رواتب تتراوح بين 2000 و3000 ريال وتمليكهم مصادر الإنتاج على أن تتقاسم الشركة والجمعية المنتج مقابل الشراكة في الإنتاج بالمال.

تم توظيف 17 أسرة بإجمالي 79 فرد 49 من الذكور و30 من الإناث غالبيتهم من الشباب غير المتزوجين (48 فرد)

شكلت الأسرة وحدة الإنتاج حيث جرى توظيف الأب والأم والبنت والابن في سن العمل بين 18 و60 سنة، براتب يتراوح بين 2000 و3000 ريال، ليتراوح دخل الأسرة الصغيرة المكونة من 3 أفراد بين 6000 ريال و9000 ريال.

خلال عام زاد مجموع الأشجار الجديدة التي تمت زراعتها عن تسعة آلاف شجرة جديدة، وتم تخليص أكثر من 1500 شجرة من أشجار السيال من نبتة العنم القاتلة حماية للبيئة واستخدامها كعلف، وجمع أكثر من 700 كيلو من البذور من الأشجار النامية في الطبيعة واستخلاص الزيت منها.

عقدت وزارة الزراعة برعاية شركة هاشم للمقاولات والتجارة المحدودة ورشة عمل بمدينة العلا حول شجرة البان والتعريف بها علمياً ودعمتها بالشتول بالتعاون مع الشركة التي وظفت 10 أفراد لإنتاج الشتول من مشتل الوزارة وتوزيعها مجاناً على المزارعين.

أصدرت وزارة الشئون الاجتماعية تعميماً للأسر الضمانية بدعم كل أسرة تقوم بزراعة 50 شجرة بمبلغ 15.000 ريال إيماناً بفوائد الشجرة. استخلاص الزيت من ثمرة شجرة البان بالطرق التقليدية يستهلك وقتاً كثيراً بجانب الجهد والحطب الضار بالبيئة من خلال الاحتطاب.

أما استخلاص الزيت من البذور على البارد بطريقة العصر فهو سريع وقليل الجهد وهو المتبع في الدول الأخرى.

التصنيع مستقبل استدامة المشروع:

وضعنا في خطة المشروع الدخول به في العام الثاني لمرحلة التصنيع باستيراد آلات العصر بحيث يتم عصر البذور لإنتاج الزيت كمنتج أول معروف للأهالي.

على أن تكون المرحلة الثانية هي تصنيع الكسب المنزوع الزيت، وكبسلة الزيت كمكمل غذائي، وتغليب الأوراق الجافة لاستخدامها كمشروب منشط، ثم التوجه نحو الزراعة كعلف.

علاقات الإنتاج الفريدة:

لقد نسجت علاقات الإنتاج بين الشركاء بحيث تدوم العلاقة مع دوام المصلحة المشتركة وتزول بتبدلها.

فالمواطن يتملك في كل يوم أصول إنتاج جديدة من أشجار البان مقابل إنتاجها الذي تستفيد منه الشركة المستثمرة والجمعية التي تدير فرق العمل ولكلا الطرفين مصلحة في تعظيم الإنتاج.

وحين تبلغ قيمة الإنتاج حداً يفوق الرواتب المقدمة من المستثمر سيكتفي المزارع ببيع إنتاجه المتنوع سواء كان مادة خام كالبذور والأوراق أو كان مادة نصف مصنعة كالزيت والأوراق المجففة المغلفة من خلال امتلاك آلات العصر والكبسلة والجرش والتعليب والتي هي آلات صغيرة يتجه المشروع في مرحلة التصنيع لتمليكها للأسر أو الجمعيات في القرى.

الأهداف القريبة والبعيدة:

• التوجه نحو العمل المنظومي بدلاً من التعامل المنفرد بين القطاعات

• إيجاد محفزات الشراكة بين القطاعات لمصلحة الإنتاج الوطني

• معالجة الفقر بتمليك وسائل الإنتاج وتطوير علاقات شراكة جديدة

• التمويل من الهدر وهي آلية رأس المال في البحث عن فرص الاستثمار

• إيجاد شريك يقوم بالعمل على الأرض في المشروعات الحكومية لعدم وجود الحافز لدى الموظفين لذلك.

• تحويل المؤسسات الخيرية للعمل بآليات السوق من خلال تمويل الفقراء مقابل الإنتاج بصيغ أقل تعقيداً من النظام البنكي.

• تعظيم إنتاج الأفراد بالتكامل في مشروعات تستفيد من بنيات تحتية مشتركة.

• استقراء التجارب العالمية في تطوير الحرف والمنتجات والخروج بها من المحلية للعالمية.

• وقف سيل الهجرة من الريف إلى المدن ومن القطاعات المنتجة (الرعاة والمزارعين) إلى طبقة الموظفين والعمال.

كيف تستفيد من تجربتنا في إنشاء مشروع لتنمية المستفيدين لديك بالتشارك مع الحاضنة:

الخطوة الأولى:

عليك أن تعرف المستفيدين بالأرقام: ما هي المساحة الجغرافية التي تعمل فيها؟ كم يقطنها؟ ومن هم الذين تخدمهم؟ من تستثني ومن تستبعد ومن تضم؟

الخطوة الثانية:

تعرف على رغباتهم وماذا يعملون وكيف يريدون تطوير أعمالهم وأفكارهم لبناء أعمال جديدة، ولا تعرض عليهم أفكارك.

كيف تنجز هذه الخطوات؟

• تشارك مع المنشآت ذات الاختصاص في نطاقك مثل الجامعات ودور البحث والجهات الحكومية التي تقدم هذه الخدمات وقدم لها مشروع بحثي واضح ومحدد.

• فعل دور المستفيدين في توفير المعلومة عبر التقنية.

الخطوة الثالثة:

تحديد المشروع الذي يستجيب لرغبة العدد الأكبر وتحويله إلى مشروع لدعم المنتجين له كل عناصر المشروع التجاري أي:

• له خلفيات وله منتج وله سوق وإنتاجه قابل للقياس وله هيكل إدارة وإنتاج، ورقابة، وله معايير، وله أفق للتطور.

الخطوة الرابعة:

التعاون مع الحاضنة للحصول على:

• الدعم العلمي لبيئة العمل وبنيته التحتية وتطويرها لتصبح بيئة محفزة لإنتاج أفضل كما ونوعا.

• تحمل كلفة القوى العاملة كوحدات إنتاجية وتحريرها من ضغط الحاجة للدخل، للتفرغ للإنتاج وتطويره بالشراكة المحفزة على التطوير.

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل