يأتي ترتيب الأولويات وصناعة القرار على رأس قائمة النجاح

للمؤسسات والأفراد، ومن هنا فإن الممارسة اليومية لهاتين

العمليتين ضرورة ملّحة في كافة مراحل العمل ومستويات الإدارة.

وتكمن أهمية وضرورة ممارسة عمليتي ترتيب الأولويات وصناعة القرار

في كونهما وسيلة مؤكدة لاكتساب الثقافة المعرفية والمهارات

العملية اللازمة لترتيب أولويات صحيحة وصناعة قرار سليم.

كما تحقق هاتان العمليتان بعض الفوائد الظاهرة للمؤسسة

والعاملين، منها بناء ثقافة مؤسسية لترتيب الأولويات وصناعة

القرار بمستوى احترافي، من خلال تزويد المشاركين بطرق وأساليب

منهجية تساعدهم على فرز الأولويات ودراسة القرارات الاستراتيجية

على أسس علمية، وتعزيز إتقانهم لتلك الأدوات.

ويظهر تأثير هذه الثقافة في اعتماد مستويات الإدارة على لغة اتصال

مشتركة متناغمة تتبع نفس منهج التحليل والدراسة، ويظهر أيضًا في

توسعة قاعدة المشاركة في صناعة القرار بضم أكبر عدد من المنخرطين

في العمل والاستفادة المباشرة من أنماط تفكيرهم المختلفة، ما يحقق

التوازن والشمولية والإحاطة بقرارات المؤسسة وأولوياتها.

ومن ناحية أخرى فإن انتشار ثقافة ممارسة عمليتي ترتيب الأولويات

وصناعة القرار يوفر نحو 70% من الوقت المهدر في دراسة وتحليل

القرارات الاستراتيجية إذ يستهلك هذا الوقت في محاولات الاتفاق بين

المشاركين على آليات ومنهجية التحليل!

يحتاج إتقان هذه الممارسة إلى التعرف عن قرب على الأساليب العلمية

الخاصة بترتيب الأولويات وهندسة القرارات، بإلحاق المعنيين بورش

عمل تعمل على مشاريع عملية ترتبط بإنجازات فعلية ترغب الإدارة

العليا في تحقيقها للمؤسسة وتنتهي بعرض النتائج على الإدارة

العليا للمناقشة والاعتماد.

وفي إطار دعم هذا التوجه قدمت مؤسسة السبيعي الخيرية دليلًا

توضيحيًا لاحتراف ترتيب الأولويات وصناعة القرار، صُمّم من قِبل إحدى

الشركات الأسترالية المتخصصة، استنادًا إلى نظم وأدوات ومعايير

معتمدة عالميًا.

جاء في هذا الدليل توضيح للمحاور التي تتكون منها عمليتي ترتيب

الأولويات وصناعة القرار؛ ففيما يخص ترتيب الأولويات ذكر الدليل

محاور عدة مثل ضرورة تحديد القضية الرئيسية المراد مناقشتها،

وتحديد المسائل الفرعية داخل تلك القضية الرئيسية، وتصميم

المعايير الخاصة بفرز أولويات المسائل الفرعية وتحديد نسبها

المعيارية، ثم ترتيب المسائل الفرعية بأسلوب رياضي وعملي.

أمّا عملية صناعة القرار فقد ذكَر الدليل محاورها الرئيسية، مثل

تحديد الغاية من القرار، وتصميم شبكة هندسة القرار، والتفكير

الإبداعي في كافة البدائل المحتملة، وتقييم البدائل علميًّا

ورياضيًّا، وتصميم البديل الابتكاري الذي يلبي كافة المتطلبات،

ودراسة وتقييم كافة المخاطر المحتملة لأفضل تلك البدائل، وتصميم

خطة متكاملة لإدارة المخاطر.

وفي سياق مكمّل للفائدة وداعم لهاتين العمليتين عرّج الدليل،

المقدم من مؤسسة السبيعي الخيرية، على أنماط التفكير الفعال.

وذكر أن استخدام أنماط تفكير متعددة أثناء ترتيب الأولويات وصناعة

القرار يضمن خروج قرار متزن وشامل يتلافى المخاطر المحتملة ويتجنب

الأخطاء السابقة.

عمليتا ترتيب الأولويات وصناعة القرار من العمليات الحيوية لنجاح

المؤسسات وضمان فاعلية أدائها، وضرورة التدريب على ممارستهما يجب

أن تكون على قمة جدول المهام لجميع الأقسام الإدارية.